بسم الله الرحمن الرحيم
"إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا* فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ
إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا "
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ
النَّصْر : الْعَوْن مَأْخُوذ مِنْ قَوْلهمْ : قَدْ نَصَرَ الْغَيْث الْأَرْض : إِذَا أَعَانَ عَلَى نَبَاتهَا , مِنْ قَحْطهَا
ثُمَّ قِيلَ : الْمُرَاد بِهَذَا النَّصْر نَصْر الرَّسُول عَلَى قُرَيْش ; الطَّبَرِيّ . وَقِيلَ : نَصَرَهُ عَلَى مَنْ قَاتَلَهُ مِنْ الْكُفَّار وَأَمَّا الْفَتْح فَهُوَ فَتْح مَكَّة
وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا
قَوْله تَعَالَى : " وَرَأَيْت النَّاس " أَيْ الْعَرَب وَغَيْرهمْ . " يَدْخُلُونَ فِي دِين اللَّه أَفْوَاجًا " أَيْ جَمَاعَات : فَوْجًا بَعْد فَوْج .
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ
أَيْ إِذَا صَلَّيْت فَأَكْثِرْ مِنْ ذَلِكَ . وَقِيلَ :
مَعْنَى سَبِّحْ : صَلِّ ; عَنْ اِبْن عَبَّاس : " بِحَمْدِ رَبّك " أَيْ حَامِدًا لَهُ عَلَى مَا آتَاك مِنْ الظَّفَر وَالْفَتْح . "
وَاسْتَغْفِرْهُ " أَيْ سَلْ اللَّه الْغُفْرَان .
وَقِيلَ : " فَسَبِّحْ " الْمُرَاد بِهِ : التَّنْزِيه ; أَيْ نَزِّهْهُ عَمَّا لَا يَجُوز عَلَيْهِ مَعَ شُكْرك لَهُ
" وَاسْتَغْفِرْهُ " أَيْ سَلْ اللَّه الْغُفْرَان مَعَ مُدَاوَمَة الذِّكْر
عَنْ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا قَالَتْ :
مَا صَلَّى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاة بَعْد أَنْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ سُورَة
" إِذَا جَاءَ نَصْر اللَّه وَالْفَتْح "
إِلا يَقُول :
سُبْحَانك رَبّنَا وَبِحَمْدِك , اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِي
إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا
أَيْ عَلَى الْمُسَبِّحِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ , يَتُوب عَلَيْهِمْ وَيَرْحَمهُمْ , وَيَقْبَل تَوْبَتهمْ .
وَإِذَا كَانَ عَلَيْهِ السَّلام وَهُوَ مَعْصُوم يُؤْمَر بِالِاسْتِغْفَارِ فَمَا الظَّنّ بِغَيْرِهِ ؟
سـورة الـنــصـر
عن ابن عباس قال .. لما أفبل رسول الله صلي الله عليه وسلم من غزوة حنين وأنزل الله تعالي
إذا جاء نصر الله
قال .. ياعلي بن أبي طالب ويا فاطمة قولا
اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا
سورة المـسـد
عن ابن عباس قال .. صعد رسول الله صلي الله عليه وسلم ذات يوم الصفا فقال .. يا صباحاه فاجتمعت اليه قريش فقالو له مالك ..
قال .. أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم أما كنتم تصدقون ؟
قالو .. بلي
قال .. فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد
فقال أبو لهب .. تبا لك الهذا دعوتنا جميعا ..
فأنزل الله عز وجل .. تبت يدا أبلي لهب وتب
سورة الكافرون
نزلت في رهط من قريش قالوا .. يا محمد هلم اتبع ديننا ونتبع دينك أي تعبد العتنا سنة ونعبد الهك سنة ، فإن كان الذي جئت به خيرا مما بأيدينا قد شركناك فيه وأخذنا بحظنا منه
وإن كان الذي بأيدينا خيرا مما في يدك قد شركت في أمرنا وأخذت بحظك
فقال .. معاذ الله أن أشرك به غيره ، فأنزل الله تعالي قل يأيها الكفرون
فغدا رسول الله صلي الله عليه وسلم الي المسجد وفيه الملأ من قريش ، فقرأها عليهم حتي فرغ من السورة ، فأيسوا منه عند ذلك
بسم الله الرحمن الرحيم
(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ *
وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ * وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ* لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ )
وقيل في فضلها
عن فروة بن نوفل رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
يا رسول الله علمني شيئا أقوله إذا أويت إلى فراشي فقال :
( اقرأ قل يا أيها الكافرون فإنها براءة من الشرك ) رواه الترمذي وصححه الألباني / 2709
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( قل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن ) حسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة / 586
قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ
أي قل يا محمد لهؤلاء الكفار الذين يدعونك إِلى عبادة الأوثان والأحجار
لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ
أي لا أعبد هذه الأصنام والأوثان التي تعبدونها
فأنا بريءٌ من آلهتكم ومعبوداتكم التي لا تضر ولا تنفع ولا تغني عن عابدها شيئاً
قُلْ
دليل على أنه مأمور بذلك من عند الله
وخطابه صلى الله عليه وسلم لهم بلفظ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ
ونسبتهم إلى الكفر -وهو يعلم أنهم يغضبون من أن يُنسبوا إلى ذلك
وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ
أي ولا أنتم يا معشر المشركين عابدون إلهي الحق الذي أعبده وهو الله وحده
فأنا أعبد الإله الحقَّ وهو الله ربُّ العالمين، وأنتم تعبدون الأحجار والأوثان
وشتان بين عبادة الرحمن، وعبادة الهوى والأوثان
وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدتُّمْ
تأكيدٌ لما سبق من البراءة من عبادة الأحجار، وقطعٌ لأطماع الكفار
وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ
أي ولستم أنتم في المستقبل بعابدين إِلهي الحق الذي أعبده
لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ
أي لكم شرككم، ولي توحيدي، وهذا غاية في التبرؤ من عبادة الكفار
والتأكيد على عبادة الواحد القهار
قال المفسرون:
معنى الجملتين الأوليين:
الاختلاف التام في المعبود، فإِله المشركين الأوثان، وإِله محمد الرحمن،
ومعنى الجملتين الآخرتين:
الاختلاف التام في العبادة، كأنه قال: لا معبودنا واحد، ولا عبادتنا واحدة
"إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا* فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ
إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا "
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ
النَّصْر : الْعَوْن مَأْخُوذ مِنْ قَوْلهمْ : قَدْ نَصَرَ الْغَيْث الْأَرْض : إِذَا أَعَانَ عَلَى نَبَاتهَا , مِنْ قَحْطهَا
ثُمَّ قِيلَ : الْمُرَاد بِهَذَا النَّصْر نَصْر الرَّسُول عَلَى قُرَيْش ; الطَّبَرِيّ . وَقِيلَ : نَصَرَهُ عَلَى مَنْ قَاتَلَهُ مِنْ الْكُفَّار وَأَمَّا الْفَتْح فَهُوَ فَتْح مَكَّة
وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا
قَوْله تَعَالَى : " وَرَأَيْت النَّاس " أَيْ الْعَرَب وَغَيْرهمْ . " يَدْخُلُونَ فِي دِين اللَّه أَفْوَاجًا " أَيْ جَمَاعَات : فَوْجًا بَعْد فَوْج .
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ
أَيْ إِذَا صَلَّيْت فَأَكْثِرْ مِنْ ذَلِكَ . وَقِيلَ :
مَعْنَى سَبِّحْ : صَلِّ ; عَنْ اِبْن عَبَّاس : " بِحَمْدِ رَبّك " أَيْ حَامِدًا لَهُ عَلَى مَا آتَاك مِنْ الظَّفَر وَالْفَتْح . "
وَاسْتَغْفِرْهُ " أَيْ سَلْ اللَّه الْغُفْرَان .
وَقِيلَ : " فَسَبِّحْ " الْمُرَاد بِهِ : التَّنْزِيه ; أَيْ نَزِّهْهُ عَمَّا لَا يَجُوز عَلَيْهِ مَعَ شُكْرك لَهُ
" وَاسْتَغْفِرْهُ " أَيْ سَلْ اللَّه الْغُفْرَان مَعَ مُدَاوَمَة الذِّكْر
عَنْ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا قَالَتْ :
مَا صَلَّى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاة بَعْد أَنْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ سُورَة
" إِذَا جَاءَ نَصْر اللَّه وَالْفَتْح "
إِلا يَقُول :
سُبْحَانك رَبّنَا وَبِحَمْدِك , اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِي
إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا
أَيْ عَلَى الْمُسَبِّحِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ , يَتُوب عَلَيْهِمْ وَيَرْحَمهُمْ , وَيَقْبَل تَوْبَتهمْ .
وَإِذَا كَانَ عَلَيْهِ السَّلام وَهُوَ مَعْصُوم يُؤْمَر بِالِاسْتِغْفَارِ فَمَا الظَّنّ بِغَيْرِهِ ؟
سـورة الـنــصـر
عن ابن عباس قال .. لما أفبل رسول الله صلي الله عليه وسلم من غزوة حنين وأنزل الله تعالي
إذا جاء نصر الله
قال .. ياعلي بن أبي طالب ويا فاطمة قولا
اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا
سورة المـسـد
عن ابن عباس قال .. صعد رسول الله صلي الله عليه وسلم ذات يوم الصفا فقال .. يا صباحاه فاجتمعت اليه قريش فقالو له مالك ..
قال .. أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم أما كنتم تصدقون ؟
قالو .. بلي
قال .. فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد
فقال أبو لهب .. تبا لك الهذا دعوتنا جميعا ..
فأنزل الله عز وجل .. تبت يدا أبلي لهب وتب
سورة الكافرون
نزلت في رهط من قريش قالوا .. يا محمد هلم اتبع ديننا ونتبع دينك أي تعبد العتنا سنة ونعبد الهك سنة ، فإن كان الذي جئت به خيرا مما بأيدينا قد شركناك فيه وأخذنا بحظنا منه
وإن كان الذي بأيدينا خيرا مما في يدك قد شركت في أمرنا وأخذت بحظك
فقال .. معاذ الله أن أشرك به غيره ، فأنزل الله تعالي قل يأيها الكفرون
فغدا رسول الله صلي الله عليه وسلم الي المسجد وفيه الملأ من قريش ، فقرأها عليهم حتي فرغ من السورة ، فأيسوا منه عند ذلك
بسم الله الرحمن الرحيم
(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ *
وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ * وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ* لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ )
وقيل في فضلها
عن فروة بن نوفل رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
يا رسول الله علمني شيئا أقوله إذا أويت إلى فراشي فقال :
( اقرأ قل يا أيها الكافرون فإنها براءة من الشرك ) رواه الترمذي وصححه الألباني / 2709
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( قل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن ) حسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة / 586
قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ
أي قل يا محمد لهؤلاء الكفار الذين يدعونك إِلى عبادة الأوثان والأحجار
لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ
أي لا أعبد هذه الأصنام والأوثان التي تعبدونها
فأنا بريءٌ من آلهتكم ومعبوداتكم التي لا تضر ولا تنفع ولا تغني عن عابدها شيئاً
قُلْ
دليل على أنه مأمور بذلك من عند الله
وخطابه صلى الله عليه وسلم لهم بلفظ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ
ونسبتهم إلى الكفر -وهو يعلم أنهم يغضبون من أن يُنسبوا إلى ذلك
وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ
أي ولا أنتم يا معشر المشركين عابدون إلهي الحق الذي أعبده وهو الله وحده
فأنا أعبد الإله الحقَّ وهو الله ربُّ العالمين، وأنتم تعبدون الأحجار والأوثان
وشتان بين عبادة الرحمن، وعبادة الهوى والأوثان
وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدتُّمْ
تأكيدٌ لما سبق من البراءة من عبادة الأحجار، وقطعٌ لأطماع الكفار
وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ
أي ولستم أنتم في المستقبل بعابدين إِلهي الحق الذي أعبده
لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ
أي لكم شرككم، ولي توحيدي، وهذا غاية في التبرؤ من عبادة الكفار
والتأكيد على عبادة الواحد القهار
قال المفسرون:
معنى الجملتين الأوليين:
الاختلاف التام في المعبود، فإِله المشركين الأوثان، وإِله محمد الرحمن،
ومعنى الجملتين الآخرتين:
الاختلاف التام في العبادة، كأنه قال: لا معبودنا واحد، ولا عبادتنا واحدة