محمد دياب للمحاماة
نورتوا المنتدى بتشريفكم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

محمد دياب للمحاماة
نورتوا المنتدى بتشريفكم
محمد دياب للمحاماة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
محمد دياب للمحاماة

منتدى قانونى ثقافى

المواضيع الأخيرة
» برنامج محاسبة للشركات الصغيرة: دوره الحيوي في تعزيز العائد على الاستثمار
عدم دستورية الامتداد القانونى لعقود الإيجار القديمة (2) Emptyأمس في 2:13 pm من طرف AyaAli

» إيجار ليموزين في مطار القاهرة
عدم دستورية الامتداد القانونى لعقود الإيجار القديمة (2) Emptyالثلاثاء مارس 26, 2024 6:46 pm من طرف حريتى

» أهمية واستخدامات برنامج إدارة الموارد البشرية في المؤسسات
عدم دستورية الامتداد القانونى لعقود الإيجار القديمة (2) Emptyالثلاثاء مارس 26, 2024 4:52 am من طرف AyaAli

» ليموزين المطار في مصر الرفاهية والراحة في خدمة المسافرين
عدم دستورية الامتداد القانونى لعقود الإيجار القديمة (2) Emptyالسبت مارس 23, 2024 4:11 pm من طرف حريتى

» تجربتي مع تقسيط جرير
عدم دستورية الامتداد القانونى لعقود الإيجار القديمة (2) Emptyالثلاثاء مارس 19, 2024 1:28 pm من طرف نوران نور

» البسكويت في المنام
عدم دستورية الامتداد القانونى لعقود الإيجار القديمة (2) Emptyالثلاثاء مارس 19, 2024 1:21 pm من طرف نوران نور

» أكل التين في المنام
عدم دستورية الامتداد القانونى لعقود الإيجار القديمة (2) Emptyالثلاثاء مارس 19, 2024 1:07 pm من طرف نوران نور

» الدود في المنام
عدم دستورية الامتداد القانونى لعقود الإيجار القديمة (2) Emptyالثلاثاء مارس 19, 2024 12:44 pm من طرف نوران نور

» ما تفسير حلم قمل الشعر؟
عدم دستورية الامتداد القانونى لعقود الإيجار القديمة (2) Emptyالثلاثاء مارس 19, 2024 12:20 pm من طرف نوران نور


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

عدم دستورية الامتداد القانونى لعقود الإيجار القديمة (2)

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

Admin

Admin
مؤسس المنتدى


المطلب الثالث
أوجه العوار الدستورى في قوانين إيجارالأماكن من خلال مراجعه الأحكام الصادرة عن المحكمة الدستورية والمتعلقة بعدم دستورية قوانين إيجار الأماكن نجد أنها تركز على ثلاث أوجه لمخالفة قوانين إيجار الأماكن للدستور، المخالفة الأولى هي
الاعتداء على حماية حق الملكية والثانية هي الاعتداء على حرية التعاقد والمخالفة الثالثة هوالإخلال بمبدأ المساواة وفيما يلى
استعراض أوجه المخالفات الثلاث من قبل المحكمة الدستورية العليا في ثلاث فروع :
الفرع الأول الاعتداءعلى الملكيةالخاصة :
الرأى الاول :-
نصوص الامتداد القانونى دون تعديل فى القيمة الايجاريةغير دستورى :-
المحكمة الدستورية مقصلة المتعدى على الدستور ، قضت في العديد من أحكامها بعدم دستورية النصوص التي تشكل اعتداء على حق الملكية الخاصة فقضت " إن الملكية ـ في إطار النظم الوضعية التي تزاوج بين الفردية وتدخل الدولة ـ لم تعد حقاً مطلقاً ، ولا هي عصية على التنظيم التشريعي ، وليس لها من الحماية ما يجاوز الانتفاع المشروع بعناصرها ، ومن ثم ساغ تحميلها بالقيود التي تتطلبها وظيفتها الاجتماعية ، وهى وظيفة لا يتحدد نطاقها من فراغ ، ولا تفرض نفسها تحكماً ، بل تمليها طبيعة الأموال محـل الملكية ، والأغراض التي ينبغي رصدها عليها ، محددة على ضوء واقع اجتماعي معين ، في بيئة بذاتها ، لها مقوماتها وتوجهاتها وحيث أن الحماية التي فرضها الدستور للملكية الخاصة ، تمتد إلى كل أشكالها ، لتقيم توازناً دقيقاً بين الحقوق المتفرعة عنها والقيود التي يجوز فرضها عليها ، فلا ترهق هذه القيود تلك الحقوق لتنال من محتواها ، أو تقلص دائرتها ، لتغدو الملكية في واقعها شكلاً مجرداً من المضمون ، وإطاراً رمزياً لحقوق لا قيمة لها عملاً ، فلا تخلص لصاحبها ، ولا يعود عليه ما يرجوه منها إنصافاً ، بل تثقلها تلك القيود لتنوء بها ،مما يخرجها عن دورها كقاعدة للثروة القومية التي لا يجوز استنزافها من خلال فرض قيود عليها لا تقتضيها وظيفتها الاجتماعية . وهو ما يعنى أن الأموال بوجه عام ،ينبغي أن توفر لها من الحماية أسبابها التي تعينها على التنمية ، لتكون من روافدها، فلا يتسلط أغيار عليها انتهازاً أو إضراراً بحقوق الآخرين ، متدثرين في ذلك بعباءة القانون ، ومن خلال طرق احتيالية ينحرفون بها عن مقاصده ، وأكثر ما يقع ذلك في مجال الأعيان المؤجرة ، التي تمتد عقودها بقوة القانون دون ما ضرورة وبذات شروطها ، مما يحيل الانتفاع بها إرثاً لغير من يملكونها ، يتعاقبون عليها ، جيلاً بعد جيل ، لتؤول حقوقهم في شأنها إلى نوع الحقوق العينية التي تخول أصحابها سلطة مباشرة على شئ معين ، وهو ما يعد انتزاع الأعيان المؤجرة من ذويها على وجه التأييد ."
كما قضت أيضا " وحيث إن الدستور حرص على النص على صون الملكية الخاصة وكفل عدم المساس بها إلا على سبيل الاستثناء ، وفى الحدود وبالقيود التي أوردها ،باعتبار أنها في الأصل ثمرة مترتبة على الجهد الخاص الذى بذله الفرد بكده وعرقه ،وبوصفها حافز كل شخص إلى الانطلاق والتقدم ، إذ يختص دون غيره بالأموال التي يملكها، وتهيئة الانتفاع المقيد بها لتعود إليها ثمارها ، وكانت الأموال التي يرد عليها حق الملكية تعد كذلك من مصادر الثروة القومية التي لا يجوز التفريط فيها أواستخدامها على وجه يعوق التنمية أو يعطل مصالح الجماعة ، وكانت الملكية في إطار النظم الوضعية التي تزاوج بين الفردية وتدخل الدولة لم تعقد حقاً مطلقاً، ولا هي عصية على التنظيم التشريعي، وإنما يجوز تحميلها بالقيود التي تقتضيها وظيفتها الاجتماعية، وهي وظيفة يتحدد نطاقها ومرماها على ضوء طبيعة الأموال محل الملكية،والأغراض التي ينبغي توجيهها إليها، وبمراعاة الموازنة التي يجريها المشرع ويرجح من خلالها ما يراه من المصالح أولى بالرعاية وأجدر بالحماية على ضوء أحكام الدستور متى كان ذلك، تعين أن ينظم القانون أداء هذه الوظيفة مستهدياَ بوجه خاص بالقيم التي تنحاز إليها الجماعة في مرحلة معينة من مراحل تطورها، وبمراعاة أن القيود التي تفرضها الوظيفة الاجتماعية على حق الملكية للحد من إطلاقها، لا تعتبر مقصودة لذاتها، بل غايتها خير الفرد والجماعة. ولقد كفل الدستور في مادته الثانية والثلاثين حماية الملكية الخاصة التي لا تقوم في جوهرها على الاستغلال، وهو يرد انحرافها كلما كان استخدامها متعارض مع الخير العام للشعب، ويؤكد دعمها بشرط قيامهاعلى أداء الوظيفة الاجتماعية التي يبين المشرع حدودها مراعياً أن تعمل في خدمة الاقتصاد القومي، وفي إطار خطة التنمية.
وحيث إن الوظيفة الاجتماعية لحق الملكية تبرز – على الأخص – في مجال الانتفاع بالأعيان المؤجرة، ذلك أن كثرة من القيود تتزاحم في نطاق مباشرة المالك لسلطته المتعلقة باستغلاله لملكه، وهي قيود قصد بها في الأصل مواجهة الأزمة المتفاقمة الناشئة عن قلة المعروض من الأماكن المهيأة للسكنى وغيرها من الأماكن لمقابلة الزيادة المطردة في الطلب عليها، تلك الأزمة التي ترتد جذورها إلى الحربين العالميتين الأولى والثانية وما ترتب عليهما من ارتفاع أجرة الأماكن على اختلافها بعد انقطاع ورود المواد الأولية للبناء ونضوبها وازدياد النازحين إلى المدن، بالإضافة إلى الزيادة الطبيعية في سكانها، وكان أن عمد المشرع إلى مواجهة هذه الأزمة بتشريعات استثنائية مؤقتة – لا يجوز التوسع في تفسيرها أوالقياس عليها – خرج فيها على القواعد العامة في عقد الإيجار مستهدفاً بها – على الأخص- الحد من حرية المؤجر في تقدير الأجرة واعتبار العقد ممتداً بقوة القانون بذات شروطه الأصلية عدا المدة والأجرة، غير أن ضراوة الأزمة وحدتها جعلت التشريعات الاستثنائية متصلة حلقاتها، مترامية في زمن تطبيقها، محتفظة بذاتيتها واستقلالها عن القانون المدني، متعلقة أحكامها بالنظام العام لإبطال كل اتفاق على خلافها ولضمان سريانها بأثر مباشر على الآثار التي رتبتها عقود الإيجار القائمة عند العمل بها ولو كانت مبرمة قبلها، وزالت بالتالي صفتها المؤقتة، وآل الأمر إلى اعتبار أحكامها من قبيل التنظيم الخاص لموضوعها مكملاً بقواعد القانون المدني باعتباره القانون العام،إذ كان ذلك، وكان الضرورة الموجهة لهذا التنظيم الخاص تقدر بقدرها، ومعها تدورالقيود النابعة وجوداً وعدماً باعتبارها علة تقريرها، وكان حق المستأجر في العين المؤجرة – حتى مع قيام هذا التنظيم الخاص- لا زال حقاً شخصياً تؤول إليه بمقتضاه منفعة العين المؤجرة،و ليس حقاً عينياً يرد على هذه العين في ذاتها، تعين أن يكون البقاء في العين المؤجرة بعد انتهاء مدة الإجارة مرتبطاً بحاجة المستأجر إليها بوصفها مكاناً يأويه هو وأسرته أو يباشر مهنته أو حرفته فيها، فإذا انفكت ضرورة شغل العين عن مستأجرها، زالت الأحكام الاستثنائية التي بسطها المشرع عليه لحمايته، ولم يعد له من بعد حق في البقاء في العين المؤجرة، ولا النزول عنها للغير بالمخالفة لإرادة مالكها، وهو ما رددته هذه التشريعات ذاتها بإلقائها على المستأجر واجبات ثقيلة غايتها ضمان أن يكون شغله العين المؤجرة ناشئاً عن ضرورة حقيقية يقوم الدليل عليها، لا أن يتخذها وسيلة إلى الانتهاز والاستغلال، ذلك أن القيود التي يفرضها المشرع على حق الملكية لضمان أدائها لوظيفتها الاجتماعية يتعين أن تظل مرتبطة بالأغراض التي تتوخاها، دائرة في فلكها، باعتبار أن ذلك وحده هو علة مشروعيتها ومناط استمرارها، متى كان ذلك، وكانت سلطة المشرع في مجال تنظيم الحقوق لا تعنيت رخصه في التحرر من القيود والضوابط التي فرضها الدستور كحدود نهائية لهذا التنظيم لا يجوز تخطيها أو الدوران من حولها، وكان كل نص تشريعي لا يقيم وزنا للتوازن في العلاقة ألإيجاريه عن طريق التضحية الكاملة بحقوق أحد طرفيها – وهو المؤجر – يعتبر مقتحماً الحدود المشروعة لحق الملكية ومنطوياً على إهدار الحماية الدستورية المقررة لها " فالمحكمة الدستورية العليا أكدت أن امتداد العلاقات الإيجاريه دون تعديل في القيمة الإيجاريه بين المالك والمستأجر يعد انتهاكا لحق الملكية الخاصة المصونة بنصوص الدستور ويتمثل هذا الاعتداء في انتقاص حق الملكية لأحد عناصرها بإسقاط حق الاستغلال منها باعتبار أن بقاء المستأجرين باجرة عفى عليها الزمن يحرم المالك من حقه في استغلال ما يملكه .
الرأى الثانى :- نصوص الامتداد القانونى دونتعديل فى القيمة الايجارية دستورى :-
قضت المحكمة الدستورية العليا فى احد احكامها برفض الدفع بعدم دستورية المادتين 14- 15 من القانون 49 لسنة1977 والخاصة بتحديد القيمة الايجارية عن طريق اللجان فقضت " وحيث إنه عن النعى بمساس النصين الطعينين بالملكية الخاصة وإخلالهما بمبدأ التضامن الاجتماعى ، فإنه مردود أيضاً، ذلك أنه ولئن كان الدستور قد كفل حق الملكية الخاصة ، وحوطه بسياج من الضمانات التى تصون هذه الملكية وتدرأ كل عدوان عليها، إلا أنه فى ذلك كله لم يخرج عن تأكيده على الدور الإجتماعى لحق الملكية ، حيث يجوز تحميلها ببعض القيود التى تقتضيها أوتفرضها ضرورة إجتماعية ، وطالما لم تبلغ هذه القيود مبلغاً يصيب حق الملكية فى جوهره أو يعدمه جل خصائصه، كما جرى قضاء المحكمة أيضاً على أن حرية التعاقد- وهى وثيقة الصلة بالحق فى الملكية - قاعدة أساسية يقتضيها الدستور صوناً للحرية الشخصية،وهذه الحرية التى تعتبر حقاً طبيعياً ولازماً لكل انسان يستحيل وصفها بالاطلاق، بل يجوز فرض قيود عليها وفق أسس موضوعية تكفل متطلباتها دون زيادة أو نقصان فلا تكون حرية التعاقد بذلك ألا حقاً موصوفاً لا يدنيها من أهدافها إلا قدر من التوازن بين جموحها وتنظيمها، بين تمردها على كوابحها والحدود المنطقية لممارستها، بين مروقها مما يحد من اندفاعها وردها إلى ضوابط لا يمليها التحكم . وفى إطار هذا التوازن تتحدد دستورية القيود التى يفرضها المشرع عليها. فإذا ساغ للسلطة التشريعية استثناءً أن تتناول انواعاً من العقود لتحيط بعض جوانبها بتنظيم آمر فإن ذلك لابد وأن يكون مستنداً إلى مصلحة مشروعة. لما كان ذلك، وكان المشرع قد أورد بنص المادتين (14 و 15) المطعون عليهما وغيرهما من مواد القانون رقم 49 لسنة 1977 تنظيماً متكاملاً لتحديد أجرة الأماكن التى يسرى عليها أحكامه، واضعاً أسس وقواعد موضوعية لتقدير الأجرة وإجراءات تحديدها، وأوكل ذلك إلى لجان إدارية تشكل وتقوم بأعمالها وفق أحكام القانون، وتلتزم بالأسس الموضوعية التى حددها لها، دون أن يجعل قراراتها نهائية ، وإنما أباح لذوى الشأن حق الطعن فيها أمام المحكمة الابتدائية الكائن فى دائرتها المكان المؤجر . وقد كان المشرع فى تقريره لذلك التنظيم محكوماً بضرورة إجتماعية ملحة من زيادة فى أجرة الأماكن بما لا يتناسب مع دخول القاعدة العريضة من أفراد المجتمع، وما قد يؤدى إلى ذلك من تشريد لالآف منهم لعدم قدرتهم على الوفاء بالتزاماتهم فى سداد الأجرة إذ ما ترك أمر تحديدها بيد مؤجريها وحدهم وما ينتج عن ذلك من تفتيت لبنية المجتمع وإثارة الحقد والكراهية بين فئاته ممن لا يملكون ولا يقدرون ومن يملكون ويتحكمون، ومن ثم كان لزاماً على المشرع – بما له من سلطة تقديرية- أن يتدخل بالتنظيم مستهدفاً إزالة اسباب الخلاف بين المؤجرين والمستأجرين، موازناً بين مصلحة هذا وذاك ودون تعسف أو استغلال، عن طريق وضع أسس موضوعية عادلة لتقدير الأجرة عن طريق لجان محايدة ، تراقبها المحكمة المختصة. ومن ثم فإن تدخل المشرع على هذا النحو يكون قد قام على سبب صحيح يبرره مرتبطاً منطقياً بالأغراض التى توخاها بما لا يعد إخلالاً بمبدأ التضامن الاجتماعى، بل تأكيداً له ".
يثور التساؤل حول هل الامتداد القانونى لقوانين إيجار الأماكن يشكل اعتداءا على الدستور ام لا ؟
الواقع يؤكد أن الامتداد القانونى لقوانين إيجار الأماكن يشكل اعتداءا على حق الملكية فهو أفرغها من مضمونها بمنح المستأجرين حق الاستمرار في العين المستأجرة دون آى زيادة في القيمة ألإيجاريه بل وورثها لأبنائهم المقيمين معهم بما افرغ مضمون حق الملكية من
فحواه فالمفروض أن للمالك سلطة الاستغلال والتى تمكنه من الحصول على مقابل لما يتنازل عنه للأغيار من ملكة إلا أن هناك شقق مؤجرة بملاليم وهى في الواقع تفوق بكثير إيجار شقق مجاورة تؤجر بآلاف الجنيهات بل يشكل هذا الامتداد اعتداء من قبل المشرع على حق الملكية الخاصة ليس هذا فقط بل خالف المشرع طبيعة حق الإيجار واعتباره من الحقوق الشخصية وليست الحقوق العينية وولد حقوقا للمستأجر أقوى من حقوق المالك حتى أصبح الملاك عبيدا تحت سوط المستأجرين يخضعون للمبالغ التي يطلبونها حتى يتركوا ما يستأجرون بملاليم حتى وصل الأمر لمشاركة المالك في ملكة بالحصول على نسبة من ثمن العين المبيعه والمستأجرة للمستأجر حتى يسلمها المالك للمالك الجديد خالية ويبيع المستأجر شقته إيجارا إلى الغير ويتفاوض مع المالك الذى لا حول له ولا قوة إلا مقاسمة المستأجر فيما يدفعه المستأجر الجديد استغلال ، ونهب للحقوق ، و هدم للقواعد القانونية المألوفة
الفرع الثانى الاعتداءعلى حرية التعاقد :
تكمن حرية التعاقد في حرية الناس لإبرام عقودهم وفق قواعد قانونية تتلاءم مع ظروفهم الخاصة لكن في إطار الدستور وفي أن يتوافر للمتعاقدين حرية الاحتكام للقضاء وقد أكدت المحكمة الدستورية العليا على ضرورة حماية حرية التعاقد وان الأصل في عقود الإيجار أنها مؤقتة فقضت "إن قضاء هذه المحكمة قد جرى أيضاً على أن حرية التعاقد قاعدة أساسية يقتضيها الدستور صوناً للحرية الشخصية ، التي لا يقتصر ضمانها على تأمينها ضد صور العدوان على البدن ، بل تمتد حمايتها إلى أشكال متعددة من إرادة الاختيار وسلطة التقرير التي
ينبغي أن يملكها كل شخص ، فلا يكون بها كائناً يُحمل على ما لا يرضاه .
وحيث إن حرية التعاقد ـ بهذه المثابة ـ فوق كونها من الخصائص الجوهرية للحرية الشخصية ، فهى كذلك وثيقة الصلة بالحق في الملكية ، وذلك بالنظر إلى الحقوق التي ترتبها العقود ـ المبنية على الإرادة الحرة ـ فيما بين أطرافها ؛ بيد أن هذه الحرية ـ التي لا يكفلها انسيابها دون عائق ، ولا جرفها لكل قيد عليها ، ولا علوها على مصالح ترجحها ، وإنما يدنيها من أهدافها قدر من التوازن بين جموحها وتنظيمها ـ لا تعطلها تلك القيود التي تفرضها السلطة التشريعية عليها بما يحول دون انفلاتها من كوابحها . ويندرج تحتها أن يكون تنظيمها لأنواع من العقود محدداً بقواعد آمرة تحيط ببعض جوانبها ، غير أن هذه القيود لا يسعها أن تدهم الدائرة التي تباشر فيها الإرادة سلطانها ، ولا أن تخلط بين المنفعة الشخصية التي يجنيها المستأجر من عقد الإيجار ـ والتى انصرفت إليها إرادة المالك عند التأجير ـ وبين حق الانتفاع كأحد الحقوق العينية المتفرعة عن الملكية .
وحيث إن النص المطعون فيه ـ باعتباره واقعاً في إطار القيود الاستثنائية التي نظم بها المشرع العلائق ألإيجاريه ـ قد فرض ـ دون ما ضرورة ـ على مؤجرى المستشفيات وملحقاتها ـ في حالة تأجيرها مفروشة ـ امتداداً قانونياً لعقد إجارتها ، إذ خول مستأجريها الاستمرار في العين بعـد انتهاء المـدة المتفق عليها ، وبذات الشروط والأجرة المنصوص عليها في العقد ، مستهدفاً بذلك إسقاط موافقة المالك على هـذا الاستمرار ، وكـان عقد الإيجار مفروشاً ـ بطبيعته ـ عقداً مؤقتاً ، ينتهى بانتهاء المدة المحددة فيه ، فلا يمتد بعد انتهاء تلك المدة بغير موافقة المالك ، وبالمخالفة لشرط اتصل بإجارة أبرمها المالك والمستأجر معاً ، صريحاً كان هذا الشرط أم ضمنياً . إذ أن مكنة استغلال الأعيان ممن يملكونها ـ من خلال عقود إيجارها مفروشة ـ إنما تعنى حقهم في تحديد مدة العقد والأجرة ليكون العقد وحده ـ وباعتباره تصرفاً قانونياً وعملاً إرادياً ـ بديلاٍ عن التدخل التشريعى لتحديد هـذه المدة وتلك الأجرة . إذ أن كلاً من تأقيت العقد وتحديد الأجرة جزء لا يتجزأ من حق الاستغلال الذى يباشرونه أصلاً عليها ، وكان من المقرر أن لحقوق الملكية ـ بكامل عناصرها ـ قيماً مالية يجوز التعامل فيها ، وكان الأصل أن يظل مؤجر العين متصلاً بها فلا يعزل عنها من خلال سلطة مباشرة ، يمارسها آخرون عليها بناءً على نص في القانون ، فإن هذا النص يكون مهدراً حق الملكية ، متضمناً عدواناً على الحدود المنطقية التي تعمل الإرادة الحرة في نطاقها ، والتى لا تستقيم الحرية الشخصية ـ في صحيح بنيانها ـ بفواتها ، فلا تكون الإجارة إلا إملاءً يناقض أسسها ."
فالمحكمة الدستورية تؤكد صراحة أن الامتداد القانونى لعقود الإيجار دون وضع توازن بين العلاقة الاقتصادية بين المالك والمستأجر بحيث
تتناسب القيمة ألإيجاريه مع الواقع الفعلى للعلائق ألإيجاريه القائمة في المجتمع فان ذلك يعد اعتداء على حرية التعاقد واعتداء على حق الملكية
كما قضت " وحيث إن القيود التي فرضها المشرع على الإجارة ، واقتضتها أزمة الإسكان وحدة ضغوطها ، وضرورة التدخل لمواجهتها بتدابير استثنائية تعتبر من قبيل التنظيم الخاص لموضوعها ، وقد أصابها هذا التنظيم الخاص في كثير من جوانبها ، مقيداً عمل الإرادة في مجالها ، وعلى الأخص في مجال امتداد العقد بقوة القانون كما هو الحال في النص الطعين ، إلا أن الإجارة تظل ـ حتى مع وجود هذا التنظيم الخاص ـ تصرفاً قانونياً ناشئاً عن حرية التعاقد وهى أحد روافد الحرية الشخصية التي كفلها الدستور في المادة (41) منه فوق كونها متفرعة كذلك عن حق الملكية المكفول بنص المادتين ( 32 و34 ) من الدستور ليحيطها من جوانبها المختلفة بالمبادئ التي أقامها الدستور صوناً للحقوق والحريات التي اقتضتها ، وقيداً على كل تنظيم يتناول أياً منها أو يمسها في أحد عناصرها .
وحيث إن المقرر في قضاء هذه المحكمة ، أن حرية التعاقد هى قاعدة أساسية يقتضيها الدستور صوناً للحرية الشخصية التي تمتد حمايتها إلى إرادة الاختيار وسلطة التقرير التي ينبغى أن تتوافر لكل شخص ، وهى بذلك تتصل اتصالاً وثيقاً بحق الملكية الذى قد يكون هو أو بعض من الحقوق التي تنبثق عنه محلاً للتعاقد ، ومجالاً لإعمال إرادة الاختيار وسلطة اتخاذ القرار في شأن هذا التعاقد ، بما يغدو معه التدخل بنص آمر يخالف ما تعاقد عليه صاحب حق الملكية أو أحد الحقوق المتولدة عنه منطوياً بالضرورة على مساس بحق الملكية ذاته . حيث يرد النص الآمر مقيداً لحرية نشأت في أصلها طليقة ، ومنتقصاً من مقومات الأصل فيها كمالها ، إذ كان ذلك ، وكان المقرر أيضاً في قضاء هذه المحكمة أنه ولئن كانت الملكية الخاصـة مصـونة ولا يجـوز المسـاس بها أو تقييدها بأي قيد ما لم يستنهض ذلك توافر ضرورة اجتماعية ملحة تجيز إيراد بعض القيود على هذه الملكية وفاءً لأدائها لدورها الاجتماعي وبما لا يؤدى إلى إهدارها أو إفقادها جوهر مقوماتها الأساسية ، بما مؤداه أن إيراد المشرع لقاعدة آمرة تنال من حرية المتعاقدين يصبح مرهوناً في مشروعيته الدستورية بما إذا كانت هناك ضرورة اجتماعية ملحة قامت لتبرير مثل هذه القاعدة الآمرة من عدمه. فإن انتفت مثل هذه الضرورة عُدت القاعدة الآمرة عدواناً على إرادة المتعاقدين أو أحدهم ومن ثم عدواناً على حق الملكية ـ سواء ما تعلق بكامل حق الملكية أو بعنصر من مقوماتها ـ إن كان ما تضمنته سلباً لإرادة المالك في كل أو بعض ما تعاقد عليه ."
فالمحكمة الدستورية العليا تؤكد في تلك الإحكام إن اتفاق الإطراف على تحديد مدة معينة للإيجار وتدخل المشرع لإمداد تلك العقود يخالف حرية التعاقد المحمية بنصوص الدستور إلا إن المحكمة أجازت استثناءا الاعتداء المحدود على حرية التعاقد إذا ما وجدت ضرورة تبرره وقت صدور التشريع وأكدت انه إذا انتفت الضرورة المبررة لذلك عد النص الاستثنائي عدوانا على إرادة المتعاقدين وحق ملكيتهم
ولما كانت الضرورة تقدر بقدرها واستثناءات الضرورية لا يجوز التوسع فيها ، ونصت المادة الأولى من القانون 4 لسنة 1996 على انه " لا تسرى أحكام القانونين رقمى 49 لسنة 1977 في شأن تأجير الأماكن وتنظيم العلاقة بين المؤجر والمستأجر و 136 لسنة 1981 في شأن بعض الأحكام الخاصة بتأجير وبيع الأماكن وتنظيم العلاقة بين المؤجر والمستأجر والقوانين الخاصة بإيجار الأماكن الصادرة قبلها على الأماكن التي لم يسبق تأجيرها ولا على الأماكن التي انتهت عقود إيجارها قبل العمل بهذا القانون أو تنتهي بعده لأى سبب من الأسباب دون أن يكون لأحد حق البقاء فيها طبقا للقانون" ونص المشرع في المادة الثانية من ذات القانون على انه " تطبق أحكام القانون المدني في شأن تأجير الأماكن المنصوص عليها في المادة الأولى من هذا القانون خالية أومفروشة وفى شأن استغلالها أو التصرف فيها "
فهذا النص يقر فيه المشرع فيه اقرارا واضحا جازما بعدم وجود ضرورة للامتداد القانونى ووضع حدود قانونية للقيمة الإيجاريه اى ان المشرع يقر بانتهاء الضرورة المبررة لوجود قوانين ايجار الاماكن الامر الذى يعنى انتهاء الضرورة المبررة للخروج على القواعد التي تعتدي على الحريات العامة وحرية التعاقد الأمر الذي كان واجب على المشرع أن يعالج مشكلات الإيجار السابقة على سريان القانون 4 لسنة 1996 وإلا شكل بقاء تلك القوانين اعتداء صارخ على حرية التعاقد .
الاعتداء على مبدأ المساواة
كما أكدت المحكمة الدستورية العليا على أن القوانين الاستثنائية الخاصة بإيجار الأماكن تشكل اعتداء على حق المساواة فقضت على انه " وحيث إن قضاء هذه المحكمة قد استقر على أنه وإن كان مبدأ المساواة أمام القانون لا يعنى معاملة المواطنين جميعاً وفق قواعد موحدة ، ذلك أن التنظيم التشريعى قد ينطوي على تقسيم أو تصنيف أو تمييز سواء من خلال الأعباء التي يلقيها على البعض أو من خلال المزايا التي يمنحها لفئة دون غيرها ، إلا أن مناط دستورية هذا التنظيم ألا تنفصل نصوصه التي ينظم بها المشرع موضوعاً معيناً عن أهدافها ، ليكون اتصال الأغراض التي توخى تحقيقها بالوسائل التي لجأ إليها منطقياً وليس واهياً أو واهناً أو منتحلاً ، بما يخل بالأسس التي يقوم عليها التمييز المبرر دستورياً ، ومن ثم فإذا ما قام التماثل في المراكز القانونية التي تنتظم بعض فئات المواطنين ، وتساويهم بالتالى في العناصر التي تكونها ، استوجب ذلك وحدة القاعدة القانونية التي ينبغي تطبيقها في حقهم ، فإن خرج المشرع عن ذلك سقط في حمأة المخالفة الدستورية ، سواء كان خروجه هذا مقصوداً أو وقع عرضاً .
وحيث إن من المقرر أن العبرة في تقدير دستورية التشريع هي بتوافق أو اختلاف نصوصه وأحكام الدستور ومقتضياتها ، فإذا ما قرر المشرع حقاً معيناً وجب عليه وفقاً لمبدأى المساواة وصون الملكية الخاصة ، وقد أنزلهما الدستور ـ مكاناً عالياً ـ أن يضع القواعد التي تكفل المعاملة المتكافئة لأصحاب المراكز القانونية المتماثلة ، مع عدم المساس بحماية الملكية الخاصة . وسبيله إلى ذلك الأداة التشريعية الملائمة وإنفاذها من التاريخ المناسب ، فلا يسوغ له ـ من زاوية دستورية ـ أن يعطى هذا الحق لفئة دون أخرى من ذوى المراكز المتحدة في أركانها وعناصرها ، أو أن يعتدى على الملكية الخاصة ، فالدستور يسمو ولا يٌسمى عليه ، فإذا كان مقتضاه فتح باب إلى حق امتنع على المشرع أن يمنحه لبعض مستحقيه ويقبضه عن البعض الآخر .
وحيث إنه متى كان ما تقدم ، وإذ تماثلت المراكز القانونية لمؤجرى الوحدات المفروشة جميعهم في علاقتهم بمستأجريها ، وكان المشرع في النص الطعين قد عمد إلى تقرير معاملة متميزة لمستأجرى المستشفيات وملحقاتها ، تتمخض في الوقت ذاته عن عبء يثقل كاهل مؤجريها وينال من ملكيتهم ، بأن قررـ استثناءً من القواعد العامة في إنهاء عقود الإيجار المفروش بانتهاء مدتها ـ امتداداً قانونياً لتلك
العقود بذات الشروط والأجرة المنصوص عليها في العقد ، دون أن يستند في ذلك إلى أسس موضوعية ترتد إلى طبيعة العلاقة ألإيجاريه للأماكن المفروشة ، فإنه ينحل ـ والحالة هذه ـ إلى تمييز تحكمى يحظره الدستور . إذ أن الحماية التي أظل بها الدستور الملكية الخاصة لضمان صونها من العدوان عليها ، وفقاً لنص المادة (34) منه ، تمتد إلى الأموال جميعها دون تمييز بينها ."
فالعقار الواحد قد يكون به شقة مؤجرة قبل سريان القانون 4 لسنة 1996 بمليمات ومحرر عقد الإيجار بالقرش والمليم كقيمة إيجاريه وفى ذات العين أكرم الله مالكها بإخراج احد المستأجرين وأجرها بعد سريان القانون 4 لسنة 1996 بمئات الجنيهات الأمر الذى يخل بالمساواة فقد تكون الشقة المؤجرة قديما بمليمات بموقع أحسن بالنسبة للعقار والشقة المؤجرة بالمئات قد تكون اقل مركزا من حيث الموقع بما يشكل إخلالا بالمساواة .
المطلب الرابع :
مدى دستورية الامتداد القانونى لعقود إيجار الأماكن :
يثور التساؤل حول هل الامتداد القانونى لقوانين إيجار الأماكن يشكل اعتداءا على الدستور ام لا ؟
الواقع يؤكد أن الامتداد القانونى لقوانين إيجار الأماكن يشكل اعتداءا على حق الملكية فهو أفرغها من مضمونها بمنح المستأجرين حق الاستمرار في العين المستأجرة دون آى زيادة في القيمة ألإيجاريه بل وورثها لأبنائهم المقيمين معهم بما افرغ مضمون حق الملكية من فحواه فالمفروض أن للمالك سلطة الاستغلال والتى تمكنه من الحصول على مقابل لما يتنازل عنه للأغيار من ملكة إلا أن هناك شقق مؤجرة بملاليم وهو في الواقع تفوق بكثير إيجار شقق مجاورة تؤجر بآلاف الجنيهات بل يشكل هذا الامتداد اعتداء من قبل المشرع على حق الملكية الخاصة ليس هذا فقط بل خالف المشرع طبيعة حق الإيجار واعتباره من الحقوق الشخصية وليست الحقوق العينية وولد حقوقا للمستأجر أقوى من حقوق المالك حتى أصبح الملاك عبيدا تحت سوط المستأجرين يخضعون للمبالغ التي يطلبونها حتى يتركوا ما يستأجرون بملاليم حتى وصل الأمر لمشاركة المالك في ملكة بالحصول على نسبة من ثمن العين المبيعه والمستأجرة للمستأجر حتى يسلمها المالك للمالك الجديد خالية ويبيع المستأجر شقته إيجارا إلى الغير ويتفاوض مع المالك الذى لا حول له ولا قوة إلا مقاسمة المستأجر فيما يدفعه المستأجر الجديد استغلال ، ونهب للحقوق ، و هدم للقواعد القانونية المألوفة . كما أن ذات الواقع القانونى السابق يؤكد أن الامتداد القانونى لعقود الإيجار – خاصة السابقة على سريان القانون 121 لسنة 1947 فيه اعتداء على حرية التعاقد فالمالك يتعاقد على مدة محدده للإيجار جعلها المشرع مؤبدة تنتهي برحمة المستأجر بالجلاء او بهدم العقار حتى وصل الأمر بالملاك لرغبتهم في تدمير ملكهم وتركة دون رعاية حتى يتهدم ويتخلص من كابوس الإيجار الاستثنائي فالمالك يخرب بيته بأيديه ليتخلص من ظلم فعله القانون
وأخيرا تجد في العقار القديم شقه فتح الهث على مالكها واستطاع أن يخرج مستأجرها فتجد التناقض الفادح الشقة المؤجرة بعد سريان القانون رقم 4 لسنة 1996 مؤجرة بآلاف الجنيهات والأخرى المجاورة مؤجرة بمليمات بما يشكل إخلال صارخ بمبدأ المساواة فالمحكمة الدستورية بينت القيمة الفعلية للقوانين الاستثنائية التي ظلمت الملاك لصالح المستأجرين فقضت " إن النص المطعون فيه ، ليس إلا حلقة في اتجاه عام تبناه المشرع أمداً طويلاً في إطار من مفاهيم ، تمثل ظلماً لمؤجرين ما برح المستأجرون يرجحون عليهم مصالحهم ، متدثرين في ذلك بعباءة قوانين استثنائية ، جاوز واضعوها بها حدود الاعتدال ، فلا يكون مجتمعهم معها إلا متحيفاً حقوقاً ما كان يجوز الإضرار بها ، نائياً بالإجارة " مفروشاً "عن حدود متطلباتها ، وعلى الأخص ما تعلق منها بتعاون طرفيها اقتصادياً واجتماعياً ، حتى لا يكون صراعهما ـ بعد الدخول في الإجارة ـ إطاراً لها .
الواقع يؤكد عدم دستورية الامتداد القانونى لعقود الإيجار فيجب إلا ننتظر حتى يطعن بعدم دستورية تلك النصوص ويبدأ المشرع بمهمته في تعديل تلك النصوص بدلا من انتظار الفأس تقع في الرأس وتعالج المشكلة بطرقة سريعة وغير متأنية كما حدث بالنسبة للاماكن المؤجرة لغير السكنى والتى قضى بعدم دستوريتها فصدر سريعا القانون 6 لسنة 1997 .
المطلب الخامس :
وسيله حل المشكلة الواقع أن المشكلة الماثلة ليست بجديدة على المشرع المصرى فقد سبق له حل مشكلة الإيجار القديم من قبل في القانون 96 لسنة 1992 وذلك بالنسبة للأراضي الزراعية وهى تجربة رائدة قضت تماما على مشكلة الإيجار القديم بالنسبة للأراضي الزراعية فقد نص المشرع في المادة الأولى من هذا القانون على تعديل المادة 33 مكرر )ز) من القانون 178 لسنة 1952 والخاص بالإصلاح الزراعى فنص على انه " تنتهي عقود إيجار الأراضي الزراعية نقدا او مزروعة السارية وقت العمل بأحكام هذا القانون بانتهاء السنة الزراعية 96/1997 ما لم يتفق على غير ذلك ولا ينتهى عقد الإيجار بموت المؤجر أو المستأجر وإذا توفى المستأجر خلال المدة المبينة بالفقرة السابقة ينتقل حق الإيجار إلى ورثة المستأجر حتى انتهاء المدة السابقة وتسرى أحكام القانون المدنى بما فيها ما يتعلق بتحديد القيمة الإيجاريه على عقود الإيجار المذكورة في الفقرتين السابقتين عند انقضاء مدة السنوات الخمس المشار إليها وإذا رغب المؤجر في بيع الأرض المؤجرة قبل انقضاء المدة المبينة في الفقرة الأولى كان للمستأجر ان يختار بين شرائها بالسعر الذى يتفق عليه اوان يخلى الأرض بعد تقاضيه من المؤجر مقابل التنازل عن المدة المتبقية من العقد ويحسب هذا المقابل بأربعين مثل الضريبة العقارية المقررة عن كل سنة زراعية ا وان يستمر مستأجر للأرض إلى حين انتهاء المدة المشار إليها في الفقرة الأولى "
كما نصت المادة الرابعة من ذات القانون على انه" تسرى القيمة ألإيجاريه للأراضي الزراعية المحددة باثنين وعشرين مثلا للضريبة
العقارية السارية على عقود الإيجار القائمة في تاريخ العمل بهذا القانون اعتبارا من أول السنة الزراعية التالية لهذا التاريخ "
فقد وضع المشرع في هذا القانون فترة انتقالية لكى يدرأ عن المستأجر عنصر المفاجئة ولكى يدبر شئونه و قدر المشرع تلك الفترة الانتقالية بمدة خمس سنوات بعدها تنتهى بقوة القانون العلائق ألإيجاريه وخلال الفترة الانتقالية رفع المشرع القيمة ألإيجاريه لتكون متماشية مع الواقع الفعلى فهذا الحل سيجعل المستأجرين يصلحون علاقاتهم بالملاك خلال الفترة الانتقالية حتى يؤجر لهم فيما بعد ذات العين وتؤدى ان يؤتى صاحب الملك حقه فيما يملك إلا أن بعضا من الفقه رأى عدم جواز إتباع نفس الحل المنتهج لحل مشكلة إيجار
الأراضي الزراعية فيرى أن تعديل العلاقات ألإيجاريه في المساكن تختلف عن تعديل العلاقة الإيجاريه في الأراضي الزراعية‏,‏ ولهذا يجب دراسة الأمر بهدوء وبعناية حتي لا تحدث هزة في المجتمع‏,‏ وان يتم الأمر بشكل تدريجي وعلي فترات زمنية طويلة حتي نعود إلي
الخضوع للقانون المدني في تنظيم هذه العلاقة‏,‏ وهذا هو الوضع الطبيعي‏,‏ وبذلك نتخلص من مثل هذه القوانين الاستثنائية التي أفسدت قطاع الإسكان‏.‏
النص المقترح :-
" تنتهى بقوة القانون عقود إيجار الأماكن سواء المؤجرة للسكنى ولغير إغراض السكنى السارية وقت العمل بأحكام هذا القانون والتى لا يسرى عليها القانون رقم 4 لسنة 1996 بانتهاء خمس سنوات من تاريخ العمل بهذا القانون ما لم يتفق على غير ذلك ولا ينتهى عقد الإيجار بموت المؤجر او المستأجر وإذا توفى المستأجر خلال المدة المبينة بالفقرة السابقة ينتقل حق الإيجار إلى ورثة المستأجر حتى
انتهاء المدة السابقة وتسرى أحكام القانون المدنى بما فيها ما يتعلق بتحديد القيمة ألإيجاريه على عقود الإيجار المذكورة في الفقرتين السابقتين عند انقضاء مدة السنوات الخمس المشار إليها وإذا رغب المؤجر في بيع العين المؤجرة وحدها دون باقى العقار الموجودة به العين المؤجرة وذلك قبل انقضاء المدة المبينة في الفقرة الأولى كان للمستأجر أولوية في شراء العين المؤجرة وحدها " وخلال الفترة الانتقالية يجب على المشرع رفع القيمة ألإيجاريه للعقارات المستأجرة لإغراض السكنى والغير خاضعة للقانون 4 لسنة 1996 ايجابيات
المعالجة السابقة :-
يرى البعض ضرورة تحرير العلاقة بين ملاك ومستأجري المساكن حتي يعاد الثقة إلي قطاع الإسكان وجذب القطاع الخاص إليه‏,‏ بعد فشل نظام التمليك الذي لا يتناسب مع مستوي الدخل في مصر‏,‏ كما أن شركات بناء المساكن متعثرة في سداد القروض التي حصلت عليها من البنوك وتقدر بنحو‏48‏ مليار جنيه‏,‏ وان تصحيح العلاقة ألإيجاريه في المساكن ضرورة للعودة إلي المصالحة الشعبية وتكامل الأداء في المجتمع‏.‏ لا ينال من المعالجة السابقة زعم أن القيمة ألإيجاريه على المستأجرين ستكون كبيرة فملاك المساكن القديمة أفقر الملاك‏,‏ ولابد من حل جذري لمشكلتهم حتي تستقر أوضاعهم الاجتماعية ويزول الحقد بينهم وبين المستأجرين ولا داع للخوف من الإقدام علي هذه الخطوة حتي يتحقق التوازن لصالح الاستقرار في المــجتمع‏ وتحرير العلاقة ألإيجاريه بين الملاك والمستأجرين سوف يؤدى للايجابيات الآتية :-
أولا :-
تلك المعالجة من قبل المشرع تدفع لزيادة الاستثمار في مجال العقارات فهذا يؤدى إلى زيادة الاستثمار العقارى في وقت أظلمت الأزمة
الاقتصادية العالمية بظلامها الدامس على العالم وخاصة قطاع العقارات
ثانيا :-
تلك المعالجة من قبل المشرع تدفع الملاك لإصلاح عقاراتهم الذين تقاعسوا عن إصلاحها وأهملوا عمدا فيها لعل العقار يتهدم او يتمكن
المالك من الحصول على قرار إزالة للعقار ، ويأمل المالك في حالة صدور تلك المعالجة إلى بقاء عقاره كما هو بعد مرور الخمس سنوات لكى يتمكن من أن يجنى ثمار ملكة بل وتدفع تلك المعالجة الملاك لتجميل العقارات حتى يجذب المستأجر لدفع مبالغ اكبر في الإيجار
ثالثا :-
تلك المعالجة من قبل المشرع تدفع المستثمرين إلى الاستثمار في مجال شراء العقارات القديمة وإعادة بنائها خاصة أن تلك العقارات منها الكثير في أماكن مميزة جدا بما يعيد الجمال للشارع المصرى وبما يساعد على تنفيذ التخطيط العمرانى خاصة وان كثير من تلك العقارات أما تدخل في خطوط التنظيم أو قد تكون مقامة عشوائيا كما ان إعادة بناء تلك العقارات تحل أزمة المرور من خلال إن العقارات الجديدة ستكون محتواه على جراجات تخفف العبء عن الوقوف في جوانب الشوارع
رابعا :-
تلك المعالجة تخفف العبء عن كاهل القضاة للتخلص من كم هائل من القضايا المتنازع بشأنها بين الملاك والمستأجرين بسبب ما صنعته القوانين الاستثنائية من ظلم فتسنح المالك للمستأجر لعلة يخطأ أى خطأ يبرر طرده فحل هذه المشكلة يجعل المستأجر في نطاقه الطبيعى كمستأجر وينصب المالك أسداعلى عرينه و يجب على المشرع أن يضع نصب عينية المستأجرين أيضا والذين لم يكن لهم مصدر مأوى غير العين المستأجرة فيجب عليه أن يضع نصا في القانون يجعل لهم أولوية في الحصول على الوحدات التي تقوم الدولة بتأجيرها أو بيعها وهنا تتحمل الدولة بمسئوليتها المنوط بها بتحمل عبء محدودى الدخل بدلا من أن تزيح هذا العبء وتحمله إلى كاهل المؤجرين فتظلمهم وتضيع حقوقهم وتعصف بالمشروعية تحت إقدام المستأجرين والادعاء بأن تلك المعالجة تؤدى إلى زيادة القيمة ألإيجاريه يرد عليه إن الإيجار نابع من عوامل كثيرة فارتفاع عموم الأسعار يجعل المالك في حاجة ماسة ان يعيش هو الأخر وسط ارتفاع الأسعار فيكفل له ملكة الدخل الملائم للمعيشة كما أن أسعار البناء والتشطيب إذ ما زادت نتيجة التضخم فهى رمز لضرورة زيادة القيمة ألإيجاريه فالقيمة ألإيجاريه هي ترجمة حقيقية لمستوى الأسعارالسائدة كما أن المعروض من الشقق التي تركها الكثيرون على اثر صدور المعالجة السابقة تؤدى الى زيادة المعروض للإيجار والتمليك من الشقق الآمر الذى يؤدى لخفض القيمة ألإيجاريه للأعيان خاصة القديمة ويظل التنافس بين العقار القديم بموقعة المتميز والفريد والعقارات المنشأة جديدا وخاصة في المدن الجديدة والقول بترك تلك المعالجة للزمن هو انتهاك من المشرع للملاك لمصلحة المستأجرين ، انتهاك يرفضه الشرع والقانون ، والمشرع رغم علمه التام بهذه المشكلة ينتظر أن يكون الزمن كفيل بها بأن تزول معظم العقارات المؤجرة قبل سريان القانون 4 لسنة 1996 وهذا يعنى أن ننتظر مائة عام حتى تحل تلك المشكلة حلا من عند الله لا من عند المشرع
الخلاصة :-
هناك شبهه
عدم دستورية للامتداد القانونى لعقود الإيجار وان أفضل وقت لعلاج هذه المشكلة هو الوقت الحالى وأفضل معالجة لتلك المشكلة هو إتباع نهج المشرع في معالجة إيجار الأراضى الزراعية بتعديل رقم 96 لسنة 1992 لقانون الإصلاح الزراعى

https://mohameddiablawyer.ahladalil.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى